Saturday, July 30, 2011

عوامل حفظ السنة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم


بسم الله الرحمن الرحيم
تمهيد

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد عبده ورسوله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وكشف الغمة، هاجر إلى الله، وجاهد في سبيله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد!
الحمد لله الذي وفقني إلى إعداد هذا البحث الذي اخترت له عنوان: "عوامل حفظ السنة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم". ومن أهم أهداف هذا البحث معرفة العوامل التي أدت إلى حفظ السنة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم حفظاً قوياً ومتيناً حتى لا يفوتها الصحابة رضي الله عنهم، فكانوا ينقلون جميعها وينشرونها إلى من بعدهم من التابعين رحمهم الله أجمعين.     
وقد قسم هذا البحث إلى تمهيد، وثلاثة مطالب، وخاتمة:
المطلب الأول: العامل الإلهي
المطلب الثاني: عوامل تتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم
المطلب الثالث: عوامل تتعلق بالصحابة رضي الله عنهم
ففي المطلب الأول، تحدثت عن السبب الرئيسي لحفظ السنة، وهو الوعد من الله تعالى بحفظها. ثم في المطلب الثاني، تكلمت عن عوامل تتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم، وهي أهمية السنة ومكانتها في الإسلام، وحثه صلى الله عليه وسلم على حفظها، واستخدامه صلى الله عليه وسلم منهجاً تعليمياً متميزاً. ثم جمعت في المطلب الثالث عواملاً تتعلق بالصحابة رضي الله عنهم من قوة إيمانهم، وقوة حفظهم ومذاكرتهم، وكتابة بعضهم الأحاديث النبوية. 
وختاماً أرجو من الله العلي القدير أن يجعل هذا البحث عملاً صالحاً خالصاً لوجهه الكريم، مقبولاً عنده عز وجل، وصلى الله على نبينا ورسولنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المطلب الأول: العامل الإلهي

إن الله تعالى قد اصطفى نبيه وحبيبه محمداً صلى الله عليه وسلم ورباه وعلمه بعنايته الإلهية وأعده إعداداً عظيماً ليكون رسولاً معلماً ومربياً، فيهدي المؤمنين إلى صراطه المستقيم[1]. فقال الله تعالى: ﴿قَدْ أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا. رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ ءايَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ لِيُخْرِجَ الَّذِينَ ءامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ[2].
فإن حفظ هذه السنة النبوية الشريفة ضرورة عظيمة، ولا حول ولا قوة في حفظها إلا بالله العلي العظيم. فالسبب والعامل الرئيسي الذي يؤدي إلى حفظ السنة وعدم ضياعها حتى يوم القيامة، هو الوعد من الله تعالى بحفظ السنة النبوية. وقد تضمن الوعد بحفظ القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿إنَّا نَحْنُ نَزَّلنَا الذِّكْر وإنَّا لهُ لحَافِظُونَ[3] الوعد بحفظ سنة نبيه صلى الله عليه وسلم، لأنها شارحة ومبينة للقرآن ومضحة له، فحفظ المبيَّن يستلزم حفظ المبيِّن[4].
فلذلك، سهل الله تعالى للصحابة ومن بعدهم حفظها وحبب إليهم مراعاتها وتطبيقها في حياتهم اليومية، كما في قوله تعالى:﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأَمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمْ الإيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمْ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمْ الرَّاشِدُونَ. فَضْلاً مِنَ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ.[5] .


المطلب الثاني: عوامل تتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم

أولاً: أهمية السنة ومكانتها في الإسلام
إن الرسول صلى الله عليه وسلم هو المبلِّغ عن ربه، وأدرى الخلق بمقاصد شريعة الله وحدوده، وقد أخبر الله تعالى في كتابه العزيز عن مهمته صلى الله عليه وسلم بالنسبة للقرآن أنه مبيِّن له، وموضح لمراميه وآياته[6] حيث قال تعالى: ﴿وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ.[7]. فعلاقة القرآن بالسنة هي علاقة وثيقة متينة، فأكدت وبينت لما جاء في القرآن، وزادت عليه بعقائد وأحكام جديدة[8].
وأكد القرآن الكريم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم مستقل بالتشريع فيما فسّر أو زاد على القرآن، فيحلّل ويحرّم، ويوجب ويسنّ، ويكرّه ويبيح[9]، كما قال تعالى: ﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْراَةِ وَالإنجِيلِ يَأمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إصْرَهُمْ وَالأغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ ءامَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أنزِلَ مَعَهُ أوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ[10]، فأمر الله تعالى المؤمنين بطاعته صلى الله عليه وسلم طاعة مطلقة، ﴿يَأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَزَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً[11].       
 فقد تقبل المسلمون السنة كما تقبلوا القرآن، لأنها مصدر تشريعي بشهادة الله عز وجل، ولكونها نوعاً من أنواع الوحي[12] كما قال الله تعالى: ﴿وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلاّ وَحْيٌ يُوحَى.[13].
فأجمعت الأمة الإسلامية على العمل بالسنة، فإن الإجماع لا يكون على خطأ، بل أطبقت على قبولهم للسنة، استجابة لله عز وجل وللرسول صلى الله عليه وسلم[14]، فقال الله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا.[15].
                 
ثانيا: حث النبي صلى الله عليه وسلم على حفظ السنة
وبجانب عظمة مكانة السنة وأهميتها في الإسلام التي تؤدي إلى اهتمام الأمة الإسلامية عامة، والصحابة رضي الله عنهم خاصة بحفظ السنة المشرفة، كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر أصحابه ويحثهم على حفظ السنة وتبليغها ونشرها إلى الآخرين[16].
ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لوفد عبد القيس في حديث طويل: "احفظوه وأخبروه مَن وراءكم"[17].
وعن زيد بن ثابت قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "نضر الله امرءا سمع منا حديثاً فحفظه حتى يبلّغه، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه"[18].
فحفظ الصحابة السنة النبوية في صدورهم ونفوسهم الصفية، واقتدوا بها في حياتهم اليومية، ونقلوها إلى الآخرين لحمايتهم عن الضلالة، ولنيلهم سعادة الدنيا والآخرة.

ثالثا: استخدام النبي صلى الله عليه وسلم منهجاً تعليمياً متميزاً
إن منهج النبي صلى الله عليه وسلم في تعليم أصحابه لا يتعدى منهج القرآن الكريم، إذ كان الرسول صلى الله عليه وسلم معلماً لكتاب الله تعالى، مبيناً أحكامه، وموضحاً آياته عز وجل[19]. ومن مناهج التي استخدمها النبي صلى الله عليه وسلم هي:
أ.مخاطبة الناس على قدر عقولهم
لقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخاطب حضوره بما يدركونه، لأن الكلام الذي لا يبلغ عقول السامعين ولا يفهمونه قد يكون فتنة لهم، فيأتي بغير المقصود منه[20].
عن أنس بن مالك قال: ذكر لي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ بن جبل: "من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة"، قال: ألا أبشر الناس؟ قال: "لا، إني أخاف أن يتكلوا"[21].
وقال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذب الله ورسوله[22].
وعن أبي أمامة أن فتى من قريش أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ائذن لي في الزنا، فأقبل القوم عليه وزجروه فقالوا: مه!مه! فقال: أدنه. فدنا منه قريباً. فقال: "أتحبه لأمك؟" قال: لا والله جعلني الله فداك. قال: "ولا الناس يحبونه لأمهاتهم". قال: "أفتحبه لابنتك؟" قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك. قال: "ولا الناس يحبونه لبناتهم". ثم ذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم أخته وعمته وخالته، وفي كل ذلك يقول الفتى مقالته: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداك. قال: فوضع يده عليه وقال: "اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصن فرجه". قال: فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء[23].
ولقد خاطب النبي صلى الله عليه وسلم هذا الفتى بقدر عقله واتبع أسلوباً جعله يدرك أثر الزنا في المجتمع، مما حمله على الاقتناع بتركه[24].

ب.التأني في إلقاء الحديث وإعادته
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تكلم عن أمر مهم، تكلم ثلاثاً لكي يفهم عنه، وإذا تكلم، تكلم فصلاً يبينه، فيحفظه منه من سمعه، ويظهر أن عادة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يعيد كلامه ويكرره على السامعين حتى يدركوه جميعا فلا يفوت أحدهم بعضه[25].
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم إنه كان إذا سلم سلم ثلاثاً، وإذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً[26].
وعن عبد الله بن عمرو قال: تخلّف رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر سفرناه، فأدركنا صلاة العصر ونحن نتوضأ فجعلنا نمسح على أرجلنا فنادى بأعلى صوته: "ويل للأعقاب من النار" مرتين أو ثلاثاً[27].
وعن عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحدث حديثاً لو عده العاد لأحصاه[28]. وفي رواية أخرى قالت: "ألا يعجبك أبو فلان، جاء فجلس إلى جانب حجرتي يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يسمعني ذلك، وكنت أسبِّح، فقام قبل أن أقضي سبحتي، ولو أدركته لرددت عليه، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يسرد الحديث كسردكم"[29].

ج.التيسير في جميع أموره والنهي عن التشديد والتعقيد
إن النبي صلى الله عليه وسلم يريد من الصحابة رضي الله عنهم والمسلمين جميعاً اليسر والرخص، وكره لهم التضييق والتعقيد في الأحكام، وكان دائماً يدعو إلى التيسير، وهذا يؤدي إلى سهولة حفظهم للسنة النبوية، فطبقوها في حياتهم اليومية بكل سهولة[30].
كما رواه أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يسِّروا ولا تعسِّروا وبشّروا ولا تنفّروا"[31]. وهذا، لأن تعلّم العلم ينبغي أن يكون بالتدرج، فالشيء إذا كان في ابتدائه ميسوراً ومسهلاً فرح من يدخل فيه، فتلقاه بانبساط وانشراح[32].
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السامة علينا[33]. فالرسول صلى الله عليه وسلم كان يراعي الأوقات في تذكير الصحابة ووعظهم، ولا يفعل ذلك كل يوم لئلا يمل أصحابه[34].
وكذلك ما رواه أبو هريرة رضي الله عنه، قال: بال أعرابي في المسجد فثار إليه الناس ليقعوا به، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعوه وأهريقوا على بوله ذنوباً من ماء أو سجلاً من ماء فإنما بعثتم ميسِّرين، ولم تبعثوا معسِّرين"[35].

د.استخدام أساليب متنوعة من أسلوب الإلقاء المباشر والسؤال والبيان الراقي الأدبي
        استخدم النبي صلى الله عليه وسلم أساليباً متنوعة في تعليم أصحابه ومخاطبة المسلمين وغيرهم. فهذه الأساليب المتنوعة الرائعة تؤثر القلوب وتقوي الحفظ، ومنها:    
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: قدم على النبي صلى الله عليه وسلم سبي فإذا امرأة من السبي قد تحلب ثديها تسقي إذا وجدت صبيا في السبي أخذته فألصقته ببطنها وأرضعته، فقال لنا النبي صلى الله عليه وسلم: "أترون هذه طارحة ولدها في النار؟" قلنا: لا وهي تقدر على أن لا تطرحه. فقال: "لَلّه أرحم بعباده من هذه بولدها"[36]. ففي هذا الحديث اتبع النبي صلى الله عليه وسلم أسلوباً مباشراً عن هذه الأم وولدها، فسأل الصحابة رضي الله عنهم سؤالاً يؤثر قلوبهم.
        وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم بمنى: "أتدرون أي يوم هذا؟" قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "فإن هذا يوم حرام، أفتدرون أي بلد هذا؟" قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "بلد حرام، أتدرون أي شهر هذا؟" قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: "شهر حرام" قال: "فإن الله حرم عليكم دماءكم وأموالكم وأعراضكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا"[37]. فبدأ النبي صلى الله عليه وسلم هذا الحديث بالأسئلة، ثم أتى بالتشبيه، وهذا الأسلوب أقواه في الحفظ وأكثره في التأثير.
        وعن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا" ثم شبّك بين أصابعه[38]. وكذلك في هذا الحديث، أتى النبي صلى الله عليه وسلم بالتشبيه، لقوة أثره في الحفظ وكثرة تأثيره في النفس.
فكذلك، كان من أسلوبه صلى الله عليه وسلم أنه يجيب بعض الأسئلة بأكثر مما سئل عنه تتميماً للفائدة، وإفادة لعلم غير المسؤول عنه[39].
عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أن رجلاً سأله ما يلبس المحرِم فقال: "لا يلبس القميص ولا العمامة ولا السراويل ولا البرنس ولا ثوبا مسه الورس أو الزعفران فإن لم يجد النعلين فليلبس الخفين وليقطعهما حتى يكونا تحت الكعبين"[40].
        فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتكلم بالقول الموجز، القليل اللفظ، الكثير المعاني، فيسهل الحفظ ويثبته في القلب والذهن.
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "بعثت بجوامع الكلم..."[41]. وقال الزهري بأن المراد ((بجوامع الكلم)) القول الموجز، القليل اللفظ، الكثير المعاني، أما غيره قد قال بأن الراد به، هو القرآن الكريم بقرينة قوله ((بعثت))[42].
المطلب الثالث: عوامل تتعلق بالصحابة رضي الله عنهم

إن الصحابة جميعهم قد لعبوا دوراً هاماً في حفظ السنة النبوية، ومما دفعهم إلى ذلك:

أولا: قوة إيمان الصحابة رضي الله عنهم
إن الله تعالى قد حبّب إلى الصحابة الإيمان وزيّنه في قلوبهم، كما في قوله تعالى: ﴿وَاعْلَمُوا أَنَّ فِيكُمْ رَسُولَ اللَّهِ لَوْ يُطِيعُكُمْ فِي كَثِيرٍ مِنْ الأمْرِ لَعَنِتُّمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمْ الإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ وَكَرَّهَ إِلَيْكُمْ الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ أُوْلَئِكَ هُمْ الرَّاشِدُونَ. فَضْلاً مِنْ اللَّهِ وَنِعْمَةً وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ.[43]. فذاقوا حلاوة الإيمان، فجاهدوا جهاداً كبيراً في الدفاع عن مبادئ الإسلام، وحماية قائده ومعلمه محمد صلى الله عليه وسلم، ومنها بحفظ سنته الشريفة حفظاً قوياً[44].
فقوة إيمان الصحابة التي تؤدي إلى حفظ السنة ظهرت في ثلاثة مظاهر:

أ.حرصهم على حضور مجالس النبي صلى الله عليه وسلم
وقد كان الصحابة رضي الله عنهم حريصين على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم محبين لها، فكانوا يتسابقون إلى مجالس الرسول صلى الله عليه وسلم، بما علموا أن للعلم مكانة عظيمة في الإسلام، فأقبلوا على تلقي السنة صادقين مخلصين[45].
فعن عمر رضي الله عنه، قال: "كنت أنا وجار لي من الأنصار في بني أمية بن زيد، وهي من عوالي المدينة، وكنا نتناوب النزول على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ينزل يوما، وأنزل يوما، فإذا نزلت جئته بخبر ذلك اليوم من الوحي وغيره، وإذا نزل فعل مثل ذلك"[46].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: "يا رسول الله، من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لقد ظننت يا أبا هريرة أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك، لما رأيت من حرصك على الحديث. أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة، من قال لا إله إلا الله خالصاً من قلبه أو نفسه"[47].
والنساء كذلك قد تسابقن إلى مجالس الرسول صلى الله عليه وسلم، وكنّ يسألنه صلى الله عليه وسلم فيجيبهن عن أمور دينهن وخصص لهن أوقاتاً خاصة يجلسن فيها إليه[48].
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: قالت النساء للنبي صلى الله عليه وسلم: "غلبَنا عليك الرجالُ، فاجعل لنا يوما من نفسك"، فوعدهن يوما لقيهن فيه فوعظهن وأمرهن، فكان مما قال لهن: "ما منكن تقدم ثلاثة من ولدها إلا كان لها حجاباً من النار". فقالت امرأة: واثنتين، قال: "واثنتين"[49].

ب. حرصهم على اتباع السنة النبوية
ومع حرص الصحابة رضي الله عنهم على حضور مجالس النبي صلى الله عليه وسلم لتعلّم سننه وأحاديثه، فكانوا كذلك حريصين على اتباع السنة في حياتهم اليومية، والعمل بما تعلّموه منه صلى الله عليه وسلم، فبعد معرفة شيء من سنة طبقوها في أقوالهم وأعمالهم، ويدفع إلى ذلك إيمانهم القوي وحبهم العميق لله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم[50]، مصداقا لقوله تعالى: ﴿لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ... [51]، وقوله تعالى: ﴿قُلْ إنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ[52].
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى" قالوا: يا رسول الله ومن أبى؟، قال: "من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى"[53].
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: "اتخذ النبي صلى الله عليه وسلم خاتماً من ذهب، فاتخذ الناس خواتيم من ذهب، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إني اتخذت خاتماً من ذهب"، فنبذه وقال: "إني لن ألبسه أبدا"، فنبذ الناس خواتيمهم"[54].

ج. سرعة الاستجابة لأمر النبي صلى الله عليه وسلم
        لقد استجاب الصحابة رضي الله عنهم لأوامر نبيهم وحبيبهم محمد صلى الله عليه وسلم، مطيعين لله عز وجل، ومطيعين لرسوله، مصداقا لقوله تعالى: ﴿مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا.[55].
فعن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى خاتماً من ذَهَبٍ في يَدِ رَجُلٍ فنَزَعَهُ وطَرَحَهُ، وقال: "يَعْمِدُ أحدُكم إلى جَمْرَةٍ من نارٍ فيجعلُها في يده؟"، فقيل للرجل، بعدما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ خاتمك، وانتفع به، فقال: لا، والله! لا آخذه، وقد طرحه رسول الله[56].
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ومعه بلال، فوعظ النساء وأمرهن بالصدقة، فجعلت المرأة تلقي القرط والخاتم، وبلال يأخذ في طرف ثوبه[57].
وقد كان من الصحابة رضي الله عنهم مَن يسافرون من بعيد ليسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مسألة نازلة أو حكم شرعي، ثم يرجعون لا يشعرون بأي حرج ولا ضيق في استجابة أوامره صلى الله عليه وسلم [58]. 
عن عقبة بن الحارث، أنه تزوج ابنة لأبي إهاب بن عزيز، فأتته امرأة فقالت: إني قد أرضعت عقبة والتي تزوج. فقال لها عقبة: ما أعلم أنك أرضعتني ولا أخبرتني. فركب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة، فسأله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "كيف وقد قيل؟". ففارقها عقبة ونكحت زوجاً غيره[59].

ثانيا: قوة حفظ الصحابة رضي الله عنهم ومذاكرتهم للحديث
        فالعرب هم أمة أمية لا تكتب ولا تقرأ، كما في قوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ...﴾[60]، اللهم إلا العدد القليل منهم. وهم -بدلاً من أمّيّتهم- مشهورون في قوة الذاكرة وسرعة الحفظ، فقد حفظوا أنسابهم وأشعارهم وتواريخ أيامهم حفظاً عميقاً دقيقاً[61].
وكان من أحفظ الصحابة وأكثرهم حديثاً هو أبو هريرة رضي الله عنه، لدعاء النبي صلى الله عليه وسلم له. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قلت: يا رسول الله، إني أسمع منك حديثا كثبرا أنساه، قال: "ابسط رداءك" فبسطته. قال: فغرف بيديه ثم قال: "ضمه" فضممته، فما نسيت شيئا بعده[62].  
وكان الصحابة مع قوة ذاكرتهم، كانوا يتذاكرون دائما ما يسمعون من النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكونوا يكتفون بحضور مجلس الحديث ثم ينصرفون حتى يحين المجلس القادم من غير أن يذاكروا ما يسمعونه[63].
كما قال أنس بن مالك رضي الله عنه: كنا نكون عند النبي صلى الله عليه وسلم فنسمع منه الحديث فإذا قمنا تذاكرناه فيما بيننا حتى نحفظه[64].

ثالثاً: كتابة بعض الصحابة رضي الله عنهم الأحاديث النبوية
وإضافة إلى قوة حفظ الصحابة رضي الله عنهم في صدورهم، ومذاكرتهم المستمرة للأحاديث النبوية، كان بعضهم يكتبونها ويحفظونها على السطور.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما فتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة، قام وخطب في الناس، فقام أبو شاه رجل من أهل اليمن فقال: "اكتب لي يا رسول الله"، فقال: ((اكتبوا لأبي شاه)) أي الخطبة التي سمعها من رسول الله صلى الله عليه وسلم[65].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثاً عنه مني إلا ما كان من عبد الله بن عمرو فإنه كان يكتب ولا أكتب[66].
فمن الصحائف التي كتبت في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم هي: صحيفة علي بن أبي طالب، وصحيفة عبد الله بن عمرو بن العاص[67].
عن أبي جحيفة قال: قلت لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: هل عندكم كتاب؟ قال: لا، إلا كتاب الله أو فهم أعطيه رجل مسلم أو ما في هذه الصحيفة. قال: قلت: وما في هذه الصحيفة؟ قال: ((العقل، وفكاك الأسير، ولا يقتل مسلم بكافر))[68].
عن عبد الله بن عمرو قال: ((ما يُرغبني في الحياة إلا خصلتان: الصادقة والوهطة. فأما الصادقة: فصحيفة كتبتها عن رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأما الوهطة: فأرض تصدّق بها عمرو بن العاص كان يقوم عليها))[69].








الخاتمة

وفي ختام هذا البحث وخلاصة القول، يجدر بالباحث أن يقدم ملخصاً لهذا البحث:
أ- أن السنة النبوية في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانت محفوظة عند الصحابة حفظاً قوياً. ومما ساعد على ذلك ثلاثة عوامل، وهي العامل الإلهي، وعوامل تتعلق بالنبي صلى الله عليه وسلم، وعوامل تتعلق بالصحابة رضي الله عنهم.
ب- فوعد الله تعالى بحفظ السنة هو سبب رئيسي الذي يؤدي إلى حفظها حتى يوم القيامة، فبقيت السنة إلى يومنا هذا يعرف صحيحها من ضعيفها. فسهّل الله تعالى للصحابة رضي الله عنهم حفظها، وحبّب إليهم اتباعها، ويسّر لهم نقلها إلى من بعدهم.
ج- وكان بسبب علاقة السنة الوثيقة بالقرآن، وكونها مصدراً ثانياً للتشريع الإسلامي، وكونها وحياً إلهياً، ولإعطاء الله تعالى الرسول صلى الله عليه وسلم سلطة التشريع، وأمره عز وجل بطاعته طاعة مطلقة، ولتعلقها بأشرف الخلق محمد صلى الله عليه وسلم، مما يجعل علماء المسلمين في جميع العصور يهتمون بها اهتماماً كبيراً. وكذلك، حث النبي صلى الله عليه وسلم الصحابة رضي الله عنهم على حفظ سنته الشريفة، وعلمهم بالمنهج التعليمي المتميز مما قد جعل حفظها أسهل وأقوى في نفوس الصحابة رضي الله عنهم.
د- ومن العوامل التي تتعلق بالصحابة رضي الله عنهم في حفظ السنة النبوية المشرفة، أنهم لقوة إيمانهم يحرصون على حضور مجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسألوه وسمعوا إليه وعملوا بما علّمهم النبي صلى الله عليه وسلم، ويسارعون إلى الامتثال به، واستجابة أوامره صلى الله عليه وسلم، إضافة إلى قوة حفظهم ومذاكرتهم، وكتابة بعضهم الأحاديث النبوية، فحفظوا جميعها حفظاً متيناً.
هـ- ومن ثم نستطيع أن نقول بأن السنة النبوية قد حفظت جميعها في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فتكفل الصحابة رضي الله عنهم بنقلها إلى التابعين رحمهم الله أجمعين.
وتم البحث إلى هنا، والحمد لله رب العالمين.
قائمة المصادر والمراجع

القرآن الكريم
ابن تيمية، أحمد بن عبد الحليم. علم الحديث. بيروت: دار الكتب العلمية. ط١. ١٤۲۱ﻫ/۲٠٠۱م.
ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي بن محمد بن حجر. فتح الباري بشرح صحيح البخاري. تحقيق عبد العزيز بن عبد الله بن باز. بيروت: دار الفكر. ط١. ١٤٢٠ﻫ/٢٠٠٠م.
أبو داود السجستاني، سليمان بن الأشعث الأزدي. سنن أبي داود. تحقيق د. عبد القادر عبد الخير، ود. سيد محمد سيد، والأستاذ سيد إبراهيم. القاهرة: دار الحديث. د.ط. ١٤20ﻫ/١٩9٩م.
أحمد الشيباني، أحمد بن حنبل. المسند. بيروت: دار الكتب العلمية. ط۲. ۱٣98ﻫ/۱٩78م.
الأعظمي، محمد مصطفى. مشروع مركز خدمة السنة. عمان: مؤسسة آل بيت. ط١. ١٤۱۱ﻫ/١٩٩١م.
الخطيب البغدادي، أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت. الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع. تحقيق: محمد عجاج الخطيب. بيروت: مؤسسة الرسالة. ط۲. ١٤۱٤ﻫ/۱٩٩٤م.
الخطيب البغدادي، أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت. تقييد العلم. تحقيق الداني بن منير آل زهوي. بيروت: المكتبة العصرية. ط1. ۱٤22ﻫ/2001م.
الخطيب، محمد عجاج. أصول الحديث علومه ومصطلحه. بيروت: دار الفكر. ط١. ١٤٠٥ﻫ/۱٩٨٥م.
الخطيب، محمد عجاج. السنة قبل التدوين. د.م: دار الفكر. ط۲. ١٣٩١ﻫ/١٩٧١م.
الخير آبادي، محمد أبو الليث. علوم الحديث أصيلها ومعاصرها. سلنجور: دار الشاكر. ط٤، ١٤۲٦ﻫ/٢۰۰٥م.
الزهراني، محمد بن مطر. تدوين السنة النبوية نشأته وتطوره من القرن الأول إلى نهاية القرن التاسع الهجري. الرياض: مكتبة دار المنهاج. ط١. ١٤۲٦ﻫ/٢۰۰٥م.
الصنعاني، محمد بن إسماعيل. سبل السلام شرح بلوغ المرام من جمع أدلة الأحكام. تحقيق حازم القاضي. مكة المكرمة: مكتبة نزار مصطفى الباز. ط2. 1425هـ/2004م.
الصويّان، أحمد عبد الرحمن. صحائف الصحابة رضي الله عنهم وتدوين السنة النبوية المشرفة. د.م. د.ن. ط۱. ۱٤۱۰ﻫ/۱۹۹۰م.
الهيثمي، علي بن أبي بكر بن سليمان. مجمع الزوائد ومنبع الفوائد. تحقيق محمد عبد القادر


[1] انظر: الخطيب، محمد عجاج، السنة قبل التدوين، (د.م: دار الفكر، ط۲، ۱۳۹۱ﻫ/۱۹۷۱م)، ص۳۳.
[2] الطلاق:۱۰۱۱.
[3] الحجر:۹.
 [4]انظر: الأعظمي، محمد مصطفى، مشروع مركز خدمة السنة، (عمان: مؤسسة آل بيت، ط۱، ۱٤۱۱ﻫ/۱۹۹۱م)، ص٨٧.
[5] الحجرات: ٧-۸.
[6]انظر: الزهراني، محمد بن مطر، تدوين السنة النبوية نشأته وتطوره من القرن الأول إلى نهاية القرن التاسع الهجري، (الرياض: مكتبة دار المنهاج، ط١، ١٤۲٦ﻫ/٢۰۰٥م)، ص٢٦.
[7]النحل: ٤٤.
[8]انظر: الخيرآبادي، محمد أبو الليث، علوم الحديث أصيلها ومعاصرها، (سلنجور: دار الشاكر، ط٤، ١٤۲٦ﻫ/٢۰۰٥م)، ص٣٩.
[9]انظر: الخيرآبادي، علوم الحديث أصيلها ومعاصرها، ص٤۱.
الأعراف: ١٥٧.[10]
النساء: ٥۹[11]
[12]انظر: الخطيب، محمد عجاج، أصول الحديث علومه ومصطلحه، (بيروت: دار الفكر، ط١، ١٤٠٥ﻫ/۱٩٨٥م)، ص٥٩.
[13]النجم: ٣-٤.
[14]انظر: ابن تيمية، أحمد بن عبد الحليم، علم الحديث، (بيروت: دار الكتب العلمية، ط١، ١٤۲۱ﻫ/۲٠٠۱م)، ص۲٨.
[15]النجم: ٣-٤.
[16]انظر: الزهراني، تدوين السنة النبوية نشأته وتطوره، ص۲۱.
[17]أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب العلم، باب تحريض النبي صلى الله عليه وسلم وفد عبد القيس على أن يحفظوا الإيمان والعلم ويخبروا من وراءهم، ص۲۲، حديث رقم ۸۷.
[18]أخرجه أبو داود في سننه، كتاب العلم، باب فضل نشر العلم، ج۳، ص۱٥٨٤، حديث رقم ۳٦٦۰.
[19]انظر: الخطيب، السنة قبل التدوين، ص٤٦.
[20]انظر: الخطيب، السنة قبل التدوين، ص٤٩.
[21]أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب العلم، باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية أن لا يفهموا، ص۲٦، حديث رقم ۱۲۹.
[22]أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب العلم، باب من خص بالعلم قوما دون قوم كراهية أن لا يفهموا، ص۲٦، حديث رقم ۱۲۷.
[23]أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده، ج٥، ص256-257؛ وقال الهيثمي: ورجاله رجال الصحيح، مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، ج۱، ص۱۷۲.
[24]انظر: الخطيب، السنة قبل التدوين، ص٥۰.
[25]انظر: الخطيب، السنة قبل التدوين، ص٥0-51.
[26]أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب العلم، باب من أعاد الحديث ثلاثا ليفهم عنه، ص۲۳، حديث رقم ۹٤.
[27]أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب العلم، باب من أعاد الحديث ثلاثا ليفهم عنه، ص۲۳، حديث رقم ۹٦.
[28]أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، ص٤۲۰، حديث رقم ۳٥٦۷.
[29]أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب المناقب، باب صفة النبي صلى الله عليه وسلم، ص٤۲۰، حديث رقم ۳٥٦۸.
[30]انظر: الخطيب، السنة قبل التدوين، ص٥۲.
[31]أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب العلم، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولهم بالموعظة والعلم كي لا ينفروا، ص۲۰، حديث رقم ٦۹.
[32]انظر: ابن حجر العسقلاني، أحمد بن علي بن محمد، فتح الباري بشرح صحيح البخاري، حققه: عبد العزيز بن عبد الله بن باز، (بيروت: دار الفكر، ط١، ١٤٢٠ﻫ/٢٠٠٠م)، ج1، ص۲20.
[33]أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب العلم، باب ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يتخولهم بالموعظة والعلم كي لا ينفروا، ص۱۹، حديث رقم ٦۸.
[34]انظر: ابن حجر، فتح الباري، ج۱، ص۲۱۹.
[35]أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم ((يسروا ولا تعسروا)) وكان يحب التخفيف واليسر على الناس، ص۷۲۱، حديث رقم ٦۱۲۸.
[36]أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته، ص۷۰۹، حديث رقم ٥۹۹۹.
[37]أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب قول الله تعالى: ﴿يَأيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا لَا يَسْخَرْ قَومٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ﴾ إلى قوله: ﴿فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّلِمُونَ]الحجرات: ۱۱[، ص713، حديث رقم ٦۰٤۳.
[38]أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الأدب، باب تعاون المؤمنين بعضهم بعضاً، ص۷۱۲، حديث رقم ٦۰۲٦.
[39]انظر: الصنعاني، محمد بن إسماعيل، سبل السلام شرح بلوغ المرام من جمع أدلة الأحكام، تحقيق حازم القاضي، (مكة المكرمة: مكتبة نزار مصطفى الباز، ط2، 1425هـ/2004م)، ج۱، ص21.
[40]أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب العلم، باب من أجاب السائل بأكثر مما سأله، ص۲٧، حديث رقم ۱۳٤.
[41]أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((بعثت بجوامع الكلم))، ص ۸٤٥، حديث رقم ۷۲۷۳.
[42]انظر: ابن حجر، فتح الباري، ج۱٥، ص۱۷۲.
[43]الحجرات: ٧-۸
[44]انظر: الخطيب، السنة قبل التدوين، ص٥٧.
[45]النظر: الخطيب، السنة قبل التدوين، ص٥٦.
[46]أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب العلم، باب التناوب في العلم، ص۲۲، حديث رقم ۸۹.
[47]أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب العلم، باب الحرص على الحديث، ص۲۳، حديث رقم ۹۹.
[48]انظر: الخطيب، السنة قبل التدوين، ص٥٤.
[49]أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب العلم، باب هل يجعل للنساء يوم على حدة في العلم، ص۲۳، حديث رقم ۱۰۱.
[50]انظر: الخطيب، السنة قبل التدوين، ص٥٦.
الأحزاب: ۲١.[51]
آل عمران: ۳١.[52]
[53]أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب الاقتداء بسنن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ص۸٤٥، حديث رقم ۷۲۸۰.
[54]أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة، باب الاقتداء بأفعال النبي صلى الله عليه وسلم، ص۸٤۷، حديث رقم ۷۲۹۸.
النساء: ۸۰.[55]
[56]  أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب اللباس والزينة، باب تحريم خاتم الذهب على الرجال، ونسخ من إباحته في أول الإسلام، ص۳۷۳۰، حديث رقم ۲۰۹۰.
[57]أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب العلم، باب عظة الإمام النساء وتعليمهن، ص۲۳، حديث رقم ۹۸.
[58]انظر: الزهراني، تدوين السنة النبوية نشأته وتطوره، ص۲۷.
[59]أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب العلم، باب الرحلة في المسألة النازلة، ص۲4، حديث رقم 111.
الجمعة: ٢.[60]
[61]انظر: الخيرآبادي، علوم الحديث أصيلها ومعاصرها، ص٥٥.
[62]أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب العلم، باب حفظ العلم، ص۲٥، حديث رقم ۱۱۹.
[63] انظر: الخطيب، السنة قبل التدوين، ص١٥٩.
[64]أخرجه الخطيب البغدادي في الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع، باب مذاكرة الطلبة بالحديث بعد حفظه ليثبت، ج١، ص٣٦٣، حديث رقم 466.
[65]أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب اللقطة، باب كيف تعرف لقطة أهل مكة، ص۲۷۸، رقم الحديث ۲٤۳٤.
[66]أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب العلم، باب كتابة العلم، ص۲٤، رقم الحديث ۱۱۳.
[67]انظر: الصويّان، أحمد عبد الرحمن، صحائف الصحابة رضي الله عنهم وتدوين السنة النبوية المشرفة، (د.م.، د.ن.، ط۱، ۱٤۱۰ﻫ/۱۹۹۰م)، ص٥۷.
[68]أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب العلم، باب كتابة العلم، ص22، رقم الحديث 88.
[69]أخرجه الخطيب البغدادي في تقييد العلم، باب ذكر الروايات عن عبد الله ابن عمرو بن العاص أنه استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم في كتب حديثه عنه فأذن له، ص۸٤.

No comments:

Post a Comment